اخترت أن يكون اسم المدونة “إلى النهر” لأنه كان الوجهة الأحب دائماً لي، منذ الطفولة، وحتى اللحظة،
أجلس في مقهى بالكرادة، أمامي يتحرك الناس، مشاة وسيارات وحافلات، صخبها المعتاد الذي أحبه والذي قد مرّ وقت طويل دون أن أراه. الهواء ملوث، لكن منارة جامع جميلة عن يميني تشغلني عنه، الكبريت يحيط بنا، لكن عيني الحسين تنظران إليّ، فأنشغل بها، أطفال كثر يمدون أيديهم، يريدون قليلا من المال منا نحن الذين اخترنا الجلوس …
ثلاث ورقات من زهرة برية أضعها في الصفحة التي ودّعت فيها إملي ديكنسون الحياة، ثلاث ورقات، وغصن ضئيل من نبتة زعتر لم تتألق في الحديقة – لأن مكانها الوديان – وورقة أخيرة من نبتة لا أعرفها، بريّة ولها تمردها وسطوتها على جاراتها، وخمس عصافير زرقاء في قفص مؤقت، أرعاها من الليل والوحشة. بي رعبٌ وبدل …
“حياتنا التي لم يؤرخها أحدحياتنا ناياتنا المبحوحة في الريحأو نشيجنا في العلب حياتنا المستهلكة في الأضابيروالمشرورة فوق حبال غسيل الحروبترى أين أوّلي بها الآن حين تستيقظ فجأةفي آخرة الليلوتظل تعوي في شوارع العالم” * الحياة التي لم يؤرخها أحد تعود إليّ كلما قرأت كتاباً في التاريخ، كلما مرّت عليّ عبارات فضفاضة، عابرة، لا تمدّ القلب المتسائل …
أريد أن أنطلق مثل كاروغو *، سريعةً، لا أخافُ، غير أنني حذرة، لا أتلفّت يميناً ولا شمالاً، أريد أن أنطلق مثله كما انطلق ذات يوم في كينيا، مسرعاً، يهرّب البضائع التي كانت بريطانيا تمنع تنقّلها بين المدن، غير أنني، أريد أن أنطلق مثله، لأهرّب الكلمات. وأعرف، مثلما كان كاروغو يعرف، بأنه لابد وأن يُمسك في …
أفكر بالبحر كثيراً هذه الأيام، رغم أنني لم أزره من قبل، وحتى لم أقترب منه، غير أنني أفكر بالبحر: بالسواحل، بالأقدام المبللة، بغروب صامت هناك.
في كل مرة أتذكر فيها الحرب، أو تذكر أمامي، أشعر بالخجل لأن معظم ذكرياتي عنها كانت مرحة، صورتها الأولى، أول الأسابيع، الفورة والصدمة، كنت فيها فتاة سعيدة،
الجزء الثاني من سلسلة رحلتي وحكاياتي في المواصلات العامة ببغداد
مادة مكوّنة من جزئين كتبتها عن تفاصيل من رحلتي اليومية في المواصلات العامة “الكيّا” حكاياتي اليومية، وتفاصيل الرحلات بين كل صباح ومساء